دور الحوار في قمة الأمم المتحدة بشأن النظم الغذائية
في عام 2019، دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى عقد قمة النظم الغذائية وعملية المشاركة لإطلاق العنان لقوة الغذاء وإحراز التقدُم في جميع أهداف الأمم المتحدة السبعة عشر للتنمية المستدامة .
يجمعنا الطعام سويًا كعائلات ومجتمعات وأمم. إنه يعزز ثقافتنا واقتصادنا وعلاقتنا بالعالم الطبيعي. تمس النظم الغذائية في العالم كل جانب من جوانب الوجود البشري – مما يجعلها ليست فقط ضرورية ولكنها تعد أيضًا أدوات قيمة وهامة لإحداث التغيير.
ندعو جميع المهتمين للمشاركة في حوارات قمة النظم الغذائية أو عقدها لضمان تنوع أصحاب المصلحة بما يشمل النشطاء الشباب والقادة المحليين والفلاحيين والعلماء والمدراء التنفيذيين، حيث يجتمعون معًا لتحديد أكثر الطرق فعالية لتعزيز النظم الغذائية وجعلها أكثر إنصافاً؛ بما يحقق التقدم في جميع أهداف التنمية المستدامة في نهاية المطاف.
وبغض النظر عن أي شيء، فإن كلاً منا يؤدي دورًا في نظمنا الغذائية، ونتحمل جميعًا مسؤولية التأكد من عمل هذه النظم بشكل جيد. ومن خلال التضافر مع بعضنا البعض لمعالجة هذه القضية الجوهرية، يمكننا جميعًا المساهمة في بناء عالم لا يعاني فيه أحد من الجوع أو الفقر أو الإهمال. ومع استمرار كل واحد منا في التكيف مع تبعات جائحة فيروس كورونا “كوفيد 19″، فإن هذه القمة تُعد فرصة للتركيز على مواجهة الهشاشة في النظم الغذائية التي تتعرض لهذه الأزمة – وتجديد حيوية هذه النظم باتباع الطرق التي تلبي احتياجات الناس بشكل أفضل.
تعد هذه الحوارات فرصة استثنائية لجميع المهتمين بالمساهمة في صياغة المسارات التي ستؤدي في مجموعها إلى تحديد النظم الغذائية المستدامة في كل مكان وتوضيح سبل مساهمتها في جعل هذه الرؤية حقيقة واقعة للجميع.
ستساهم نتائج حوارات قمة النظم الغذائية في تطوير السبل اللازمة للحصول على نظم غذائية مستدامة ضمن المناطق التي تقام فيها الحوارات، وستشكل أيضاً رافداً قوياً لمسارات العمل المختلفة المعنية بالتحضير للقمة: الفرق العلمية والداعمين والحوارات الأخرى ومسارات العمل الخمسة التي تم إنشاؤها كمساحة للمشاركة والتعلم بهدف تعزيز الإجراءات الجديدة والشراكات والمبادرات القائمة.
لمزيد من المعلومات حول مسارات العمل، يرجى زيارة قمة الأمم المتحدة بشأن النظم الغذائية – مسارات العمل.
ستمكننا حوارات قمة النّظم الغذائية من تنشيط وتسريع مسيرتنا الجماعية للقضاء على الجوع، وإنشاء نظم غذائية أكثر شمولاً وأقوى من الناحية الصحية، والحفاظ على سلامة كوكبنا. سيتوقف نجاح هذه القمة على مستوى التحضير لها وشموليته ومدى تشاركنا فيه في المقام الأول – معتمدين في ذلك على أفضل الأدلة والأفكار والتعهدات من شتى أنحاء العالم.
تعد مشاركة المجموعات المختلفة من أصحاب المصلحة في قمة النظم الغذائية أمرًا أساسيًا، حيث يتزايد الاعتراف بحوارات أصحاب المصلحة المتعددين كطريقة قيّمة لإشراك العديد من الجهات الفاعلة للعمل معًا، من خلال الاستعانة بمعارفهم المشتركة، لحل التحديات السائدة في النظم الغذائية. وهذا هو السبب في أن برنامج “حوارات قمة النظم الغذائية” يعد عنصرًا أساسيًا في التحضير للقمة. تشجع تلك الحوارات على اتباع طريقة تعاونية في وقت يوجد فيه العديد من الحوافز الدافعة إلى الانقسام والتشرذم. تمكّن الحوارات أصحاب المصلحة على اختلاف تصنيفاتهم من الاجتماع معًا لدراسة ومناقشة أدوارهم في النظم الغذائية مع الآخرين.
يمكننا من خلال إحراز التقدم في هذه الحوارات التوصل إلى طرق جديدة للعمل معاً من أجل إنشاء نُظم غذائية مستدامة ومنصفة، ومتوافقة مع أهداف التنمية المستدامة، ومناسبة لاحتياجات عالمنا وشعوبنا في المستقبل.